بعد عدة أيام زار الزوجان وارن شقة دونا وأنجي وأنصتا لقصتهما جيدا , وسرعان ما توصلا لاستنتاج مهم , فالدمية برأيهما لم تكن مسكونة بروح طفلة كما قالت الوسيطة , لكنها واقعة تحت تأثير قوة ذات طبيعة شيطانية , بعبارة أدق هناك جني يسيطر على الدمية , لكنه لا يسكنها , فالجن لا يسكن الجمادات وإنما يسكن الأجساد البشرية , لكنه قادر على إلصاق نفسه بأشياء جامدة , الأمر بالنسبة إليه هو أشبه بركوب سيارة بالنسبة إلينا , فنحن عندما نصعد السيارة لا يكون هدفنا السكن فيها , لكننا نستعملها كوسيلة للوصول إلى غايتنا , وهذا بالضبط ما يفعله الجن , يلصق نفسه بشيء لكي يتمكن بواسطته من الوصول إلى غايته , أي لجسد بشري يتلبسه . وكان جني الدمية قد أصبح قويا وقريبا جدا من غايته , فلو تأخرت الفتاتان قليلا بطلب مساعدة الزوجان وارن لكان قد تلبس بجسد إحداهما أو لقام بإيذاء وقتل جميع من في الشقة
بعد أن تأكد الزوجان من خطورة الموقف قاما بإجراء طقوس طرد الشياطين بمساعدة الأب كوك ثم أخذا الدمية معهما إلى منزلهما بطلب من دونا التي لم تعد تشعر بالراحة لوجودها . وخلال عودتها للمنزل حدثت أمور رهيبة , إذ تعطلت السيارة وكادت أن تصطدم بالأشجار , ولم يصلا إلا بشق الأنفس . وهناك في المنزل حدثت المزيد من الأمور المرعبة التي أكدت للزوجين شكوكهما في أن الجني مازال ملتصقا بالدمية . حيث بدأت الدمية تتحرك مجددا , كانوا يضعونها في غرفة المكتب ليجدونها بعد قليل فوق السرير في غرفة النوم . وأصبحت الدمية أكثر عنفا , ففي احد الأيام زارهما قس شاب فأخبراه بقصة الدمية , فأمسك القس بالدمية وصرخ بها قائلا : ” أنتِ مجرد دمية خرقاء يا انابيل .. أنتِ لا تستطيعين إيذاء احد ” .. ثم رمى الدمية بغضب . فنظر إليه إد بقلق وقال معاتبا : “ما كان ينبغي لك أن تقول هذا “. وبعد عدة ساعات تلقى الزوجان اتصالا يخبرهما بأن القس تعرض لحادث خطير بعد مغادرته لمنزلهما , تعطلت فرامل سيارته وأصطدم بشجرة على جانب الطريق , لكنه نجا من الموت بأعجوبة! . وفي حادثة أخرى أتى شاب مع صديقته على دراجة نارية لرؤية متحف الزوجين في القبو , فقام إد بمرافقتهما وقص عليهما قصة الدمية انابيل , فأخذ الشاب يضحك ويسخر من الدمية قائلا : ” إذا كان باستطاعتك إيذاء الناس حقا فأتحداكِ أن تؤذيني” , فنظر إد إلى الشاب بانزعاج وطلب منه المغادرة . وبعد عدة أيام علم بأن ذلك الشاب تعرض لحادث مروع بعد مغادرته المتحف مباشرة , اصطدمت دراجته بشجرة فمات على الفور ونجت الفتاة . بعد تلك الحادثة , ولمنع الدمية من إيذاء المزيد من الناس , قام الزوجين بوضعها داخل صندوق زجاجي محصن بالتعويذات والتمائم الدينية . وهي ما تزال معروضة في متحفهما إلى اليوم
0 التعليقات: